أنا أنتمي لأسرة كبيرة متوسطة الحال كمعظم الأسر المصرية ورغم ذلك فقد شجعتني أمي وربتني على الاعتماد على نفسي وساهمت كثيرًا في بناء شخصيتي منذ الصغر، فقد بدأت حياتي "كتاجر لعب أطفال وصواريخ" وأنا في أولى ابتدائي أو ثانية ابتدائي وكنت أذهب إلى العتبة لشراء علبة صواريخ أو لعبة ملفتة للنظر لكي أبيعها بربح ضئيل لزملائي الذين أحبوا ذلك مما شجعني على تطوير ما أشتريه حتى وصلت إلي بيع وشراء أشياء جديدة وممتعة في ذلك الوقت كالليزر ثم فكرت في العمل كـ" صبي ميكانيكي" وأنا في ستة ابتدائي تقريبًا واشتغلت هناك لمدة اسبوع، كان أصعب أسبوع في حياتي وقتها والأسطى مختار اداني ساعتها 5 جنيه بعد ماطلع عيني في حاجات كانت أكثر من توقعاتي بكتير لأني في الأساس أحببت هذه المهنة أملًا في قيادة السيارات ولم يحدث ذلك، ثم انضممت إلى شركة أبي وأعمامي بعد ذلك الأسبوع وهي شركة دهانات وديكور وذلك في كل صيف بعد انتهاء الامتحانات فبدأت كصبي صنايعي ثم مساعد ثم صنايعي وقد شجعني أبي وأعمامي وعلموني كثيرًا فتميزت في إتقان الديكورات المتخصصة منذ صغري بل وقمت بتنفيذ ذلك أكثر من مشروع بمفردي حتى أصبحت مشرفًا عامًا لمشاريع فلل سكنية وأنا في الإعدادية فقد شرفت على أعمال الدهانات والديكور بالكامل لفيلا عمرو موسى وكنت أتعامل مباشرة مع مدام عمرو موسى "ليلى" في اختيار الألوان وتنسيقها في الفيلا وحتى كنت أمثل الشركة في المشاكل التقنية رغم وجود عمي ثم تابعت تنفيذ أعمال الدهانات بفيلا "أحمد شفيق" وغيرها من المشروعات التنفيذية وأنا لم أتعدى أولى ثانوي، ثم التحقت بالثانوية الأزهرية ووفقني الله بالتفوق بها واحتلال المركز الثالث على مستوى القاهرة والسابع عشر على مستوى الجمهورية والتحقت بكلية اللغات والترجمة وبدأت أتعلم اللغة الإنجليزية من الصفر وبحمد الله تحسنت فيها بعد فترة قليلة وواظبت على العمل مع والدي في الفترة الأولى من الكلية، فكنت في السنة الأولى أستيقظ فجرا وأذهب إلى بعض المواقع لتنفيذ بعض الدهانات ثم أرجع إلى الكلية في الظهيرة لحضور بعض المحاضرات ثم أذهب إلى كلية الألسن والتي قضيت فيها 3 سنين بجانب كليتي لتحسين لغتي وتطويرها ثم أذهب لتحصيل بعض الكورسات في الجامعة الأمريكية وغيرها، وبعد تلك السنة اشتدت مسئولياتي حيث كنت مسئول عن الدفعة في تصوير الورق والملازم لهم والتنسيق مع الدكاترة في الكلية وما إلى ذلك مما يخدم زملائي وبدأت في إعطاء كورسات إنجليزي بزملائي في الأماكن التي كنت أدرس فيها معهم بناء على طلبهم وتوسعت في ذلك وكنت أساعد الباحثين وممن يُحضرون الماجستير والدكتوراه بترجمة بعض الأبحاث والمراجع لهم بل ومساعدتهم على فهمها ثم تطور الأمر عندما عرض على أحد زملائي التدريس في المراكز الخاصة بكلية التجارة جامعة القاهرة لغة إنجليزية بتدريس المواد الإنجليزية لهم وقد قمت بذلك لفترة ليست بالقصيرة ثم عرضت علي معيدة في أحد الكليات بترجمة رسالة الماجستير الخاصة بها إلى الإنجليزية وذلك في السنة الثانية بعد تمهيدي وقمت بعدها بترجمة عدة رسائل بمساعدة بعض من أصدقائي في الكلية، وفي أثناء ذلك كنت مسئولا عن مركز جوتن الخاص بشركتنا وإدارته بجانب دراستي في جامعة الأزهر والجامعة الأمريكية ثم بدأت رحلة البحث عن عمل يفيديني ويصقل من خبرتي قبل التخرج فالتحقت بشركة إكو للعمل في أحد الأكاونتات الإنجليزية كـموظف مبيعات، ثم التحقت بشركة فيوتشر للترجمة في مايو 2010 رغم أنهم لا يقبلون إلا المتخرجين فقد قبلوني كمتدرب ولكنني بفضل الله أثبت كفائتي كمترجم وحظيت باحترام من في الشركة وتقدير مدير قسم الترجمة والأستاذ مساعد مدير القسم، ثم تركت الشركة في السنة الرابعة وانضممت إلى زميل لي في تنفيذ مشروع تعليم اللغة الإنجليزية. وذلك قبل التخرج بسنة واحدة وهي الأخيرة والخامسة إلى أن وفقنا الله سبحانه وتعالى في إرساء أركانه والتقدم به في ظل خبرتنا المتواضعة وتقدم المشروع بفضل الله رغم صعوبة الظروف السياسية للبلاد أثناء الثورة والظروف الشخصية في سنة التخرج ولكن بفضل الله تخرجت بتقدير جيد جدا وكنت من العشر الأوائل على الدفعة وقد بذلنا أنا وزميلي وأخت لم تلدها أمي مجهودًا لايوصف لإنجاح المشروع إلى أن ذهب زميلي إلى الجيش وأصبحت المسئولية بالكامل ملقاة على عاتقي أنا وأختي ولكن شاء الله أن يتدخل بعض الشياطين بيننا وحدثت مشاكل قررت على إثرها التنازل عن المشروع الذي قدمت فيه التضحيات والنفيس لزميلي في أغسطس 2012 وأبدأ رحلة جديدة في حياتي العملية وبعد جهد انضممت إلى شركة فيوتر للعمل في قسم التسويق وذلك بداية من شهر اكتوبر 2012 إلى الأن وأدعو الله أن أكون إضافة لهذه الشركة التي أدين للقائمين عليها والعاملين فيها بالكثير، ,وقد وفقني الله بالزواج من بفتاة أحلامي وصديقة طفولتي وأنا لم أتجاوز الخامسة والعشرين بعد والأن رزقني الله بحبيبة 6 شهور بفضله وكرمه.
الطريق ليس بسهل والعوائق كثيرة والسقوط وارد والفشل نتيجة مؤقتة والوقوف مرة ثانية أمر حتمي مادام في الجسد قلب ينبض وعقل يفكر وأرض لازالت الحياة تدب في ربوعها.
حياتك هي حياتك ومستقبلك في يدك فلا تنتظر أن يملأ الآخرون فراغ وجودك في الحياة ولا تبحث دائما عن أعذار تبرر بها موقفك، النجاح ثمرة الاجتهاد والعمل، والوالدين شراع الحياة، والقليل يبني الكثير، والاجتهاد صغيرًا يضفي إليك الكثير ويغنيك عن السؤال والحاجة منذ الصغر، فاعتمد على نفسك وتوكل على الله واعمل بجد ودع النتيجة على الله فلكل مجتهد نصيب

عبدالله إمام

0
0
1

Please logn to communicate!