كل منا يبحث عن مشاريع صغيرة ناجحة ومربحة، ونحلم بها، فكيف السبيل للدخول إلى هذا العالم؟ نسمع الكثير عن الريادة والقيادة والتخطيط والأفكار الجيدة، هل هذه هي الشروط المطلوبة حقًا؟
وضعت مجلة “Forbes” الأميركية تعريفًا حول أثرياء العالم تحدد بموجبه الثري على أنه كل فرد يبلغ دخله السنوي مليون دولار أميركي، أو تبلغ القيمة الصافية لثرواته 10 ملايين دولار أميركي، وفي احصائياتها نهاية عام 2014، بلغ عدد الأشخاص الذين تفوق ثرواتهم المليار دولار 1548 شخصاً (يملكون مجتمعين ما يناهز 6.300 مليار دولار)، من أصل 7 مليارات شخص يسكنون المعمورة! ما الذي يميز هؤلاء الأثرياء؟ وما هو المنطق الذي يحكم تفكيرهم؟ ولماذا يخفق الكثير من الأشخاص والكثير من المشاريع في تحقيق
النجاح، أو من تحقيق أرباح طائلة؟ هل نحن قريبون من هذا العالم؟ هل هو بالفعل حظ عاثر؟ أم أن المشكلة في مكان آخر؟

أية مشاريع صغيرة ناجحة تستوجب شروطًا

خلال بحثي الطويل في أهم النظريات والدراسات في عالم المال وسير أثرياء العالم، وقراءة العديد من المراجع والكتب، أستطيع القول أن أغلبية الأشخاص الذين يبحثون عن مشاريع صغيرة ناجحة يملكون مفاهيمًا خاطئة حول أمور عديدة، ومنها التوفير، الربح، الخسارة، المخاطر والفشل وغيرها الكثير، وفي حين أن هناك العديد من الأفكار النيرة والواعدة، إلا أن أصحابها يباشرون في إنشاء أعمال دون أي معرفة أو خلفية حول أمور أساسية وبديهية، ودون أي بحث في قواعد ونظم حركة عالم المال، أو استشارة الخبراء الضرورية.
على هذه المنصة العديد من الشواهد على هذا الكلام، فالابهام والغموض يغلف معظم الأفكار، التي يخاف عليها أصحابها من السرقة، أو لا يتمتعون بالمؤهلات اللازمة لعرض أفكارهم بطريقة حسنة، أو [u]يعتقدون أنهم بالفعل يملكون مشاريع صغيرة ناجحة[/u]، لكن في الحقيقة هم لا يملكون شيئًا، أحد المشاريع لموقع الكتروني التي صادفتها ، يبحث عن الخبرات، رأسمال والتسويق، ويبدو أن المشروع ليس بحاجة إلى مكان أو موقع جغرافي، ويعرف أصحاب المشروع عن أنفسهم على أنهم مجموعة، إن كانت تلك “المجموعة” بحاجة إلى كل ذلك، ماذا تملك هي إذًا؟؟ ماذا تعرض؟ الفكرة! الأفكار مجانية ولا قيمة لها، ورجل الأعمال الحقيقي لا يستثمر في الأفكار، بل في الأشخاص وفريق العمل والخطط، والأفكار الحقيقية التي تملك على الأقل عنصرًا واحدًا من عناصر تنفيذها لا يمكن سرقتها.
[i]إنشاء مشاريع صغيرة ناجحة أو حتى كبيرة والتخطيط لها يحتاج إلى معرفة وخلفية أساسية في أمور ثلاث[/i]، أو الحصول على استشارات حولها، وهي: المحاسبة وإدراك طبيعة الحركة في عالم المال، معرفة قانونية خصوصًا في أنواع الشركات والقوانين الضريبية المختلفة، وأخيرًا معرفة في التسويق والبيع. في مقال لاحق سأحاول تقديم بعض الأمثلة حول المنطق الذي يجب أن يتوافر في التخطيط لأي مشروع، وإن كانت تلك الأمثلة ستكون في المجال العقاري لوضوحها وسهولة تناولها، إلا أنها تنطبق على أية مشاريع صغيرة ناجحة وعلى كافة الاستثمارات.